شرح کتاب الفیه ابن مالک
باب شرح کلام
كلامنا لفظ مفيد كاستقم | و اسم و فعل ثمّ حرف الكلم |
الكلام و ما يتألّف منه
هذا باب شرح الكلام و شرح ما يتألّف منه الكلام و هو الكلم الثلاث
(كلامنا) أي معاشر النّحويّين (لفظ) أي صوت معتمد على مقطع الفم، فيخرج به ما ليس بلفظ من الدّوالّ الأربع لا كإشارة و الخطّ.
و عبّر به دون القول لإطلاقه على الرّأي لا و إعتقاد و عكس في الكافية لأنّ القول جنس قريب لعدم إطلاقه على المهمل بخلاف اللّفظ (مفيد) أي مفهم معنى يحسن السّكوت عليه – كما قال في شرح الكافية- و المراد سكوت المتكلم و قيل سكوت السّامع و قيل كليهما. و خرج به ما لا يفيد كإن قام مثلا و استثنى منه فى شرح التّسهيل نقلا عن سيبويه و غيره بمفيد ما لا يجهله أحد نحو «النّار حارّة» فليس بكلام.
و لم يصرّح باشتراط كونه مركّبا- كما فعل الجزولي كغيره – للاستغناء عنه إذا ليس لنا لفظ مفيد و هو غير مركّب.
و أشار إلى اشتراط كونه موضوعا- أي مقصودا- ليخرج ما ينطق به النّائم و السّاهي و نحوهما بقوله: (كاستقم) إذ من عادته إعطاء الحكم بالمثال و قيّد في التّسهيل المقصود بكونه لذاته، ليخرج المقصود لغيره كجملة الصّلة و الجزاء.
لشموله له في دائرة الأجسام، من حجر و شجر و حيوان.
ففيما نحن فيه شمول القول للكلام أضيق من شمول اللفظ له، لأنّ القول يشمله في دائرة المستعملات، لأنّ القول خاصّ بالمستعمل، و أمّا اللفظ فمن حيث إنّه شامل للمهمل و المستعمل فشموله للكلام في دائرة أوسع، و التعريف بالجنس القريب أحسن من التعريف بالبعيد.
و أمّا الجزاء: فلأنّ الغرض الأصلي للمتكلّم في قوله إن جئتني إكرمتك، اشتراط اكرام المخاطب بالمجيء فالمقصود الأصلي هو الشرط، و أمّا الجزاء فتابع.
(و اسم و فعل ثمّ حرف) هي .. (الكلم) الّتى .. يتألّف منها الكلام لا غيرها، كما دلّ عليه الإستقراء،[13] و ذكره الإمام علىّ بن أبي طالب عليه الصّلاة و السّلام المبتكر لهذا الفنّ.[14]
و عطف النّاظم الحرف بثمّ إشعارا بتراخي رتبته عمّا قبله لكونه فضلة دونهما، ثمّ الكلم على الصّحيح إسم جنس جمعي.[15]
[1] ( 1) و أما في اللغة فالكلام بمعنى التكلّم، سواء كان مفيدا أم لا.
[2] ( 2) أى: مقطع الحرف من الفم، فإنّ لكلّ حرف في الفم مقطعا و مخرجا كمخرج القاف مثلا.
[3] ( 3) جمع دالّ، و هو: ما يدلّ على الشيء، فلفظ زيد دالّ على وجوده الخارجي، كما أنّ زيدا المكتوب أيضا كذلك، و الإشارة إلى شيء دالّ على ذلك الشيء 1.
[4] ( 4) أي: القول: فيقال: هذا قول الشيخ مثلا، و يراد به رأيه، و هذا قول الشيعة، و المراد: اعتقادهم.
[5] ( 5) فقال كلامنا قول، و يمتاز القول عن اللفظ بأنّ القول جنس قريب للكلام، بخلاف اللفظ فإنّه بعيد عنه، و الجنس القريب للشيء ما كان شموله للشيء أضيق من شمول الجنس البعيد له كما في شمول الحيوان و الجسم للإنسان، فالحيوان يشمل الإنسان فى دائرة الحيوانات، و هي أضيق من شمول الجسم للإنسان،– لشموله له في دائرة الأجسام، من حجر و شجر و حيوان.
ففيما نحن فيه شمول القول للكلام أضيق من شمول اللفظ له، لأنّ القول يشمله في دائرة المستعملات، لأنّ القول خاصّ بالمستعمل، و أمّا اللفظ فمن حيث إنّه شامل للمهمل و المستعمل فشموله للكلام في دائرة أوسع، و التعريف بالجنس القريب أحسن من التعريف بالبعيد.
[6] ( 1) بخلاف غير المفيد، فمن قال زيد ثم سكت، يقبّحه العقلاء على سكوته.
[7] ( 2) فانّ جملة الشرط لا فائدة فيها، إذا لم يلحقه الجزاء.
[8] ( 3) ما مفعول لأستثنى، أي قال: خرج بقولنا مفيد ما لا يجهله أحد، لأنّ الإفادة عبارة عن إعلام الجاهل.
[9] ( 4) أي: الكلام مركّبا، لأنّ اشتراط المفيد يغني عن اشتراط المركّب، إذ التركيب لازم للمفيد.
[10] ( 5) غير المصنف.
[11] ( 6) لأنّ الأمر بالاستقامة يحتاج إلى التفكّر و الالتفات، و النائم و الساهي إذا تكلّما فلا يتكلّمان إلّا بألفاظ بسيطة عادّية، كأخرج و أدخل و نحوهما أو إشارة إلى الأية( فاستقم).
[12] ( 7) أمّا الصلة فلأنّ ذكرها لتعريف من يراد الإخبار عنه لا للإخبار عنه بها فقولنا جاء الذي أكرمك لا يريد المتكلّم الإخبار بالإكرام، لأنه أمر معلوم للسامع بل مراده الإخبار بالمجيء، و إنّما أتى بجملة الصلة لتعريف صاحب المجيء و فاعله، فليست مقصودة بالإخبار.
و أمّا الجزاء: فلأنّ الغرض الأصلي للمتكلّم في قوله إن جئتني إكرمتك، اشتراط اكرام المخاطب بالمجيء فالمقصود الأصلي هو الشرط، و أمّا الجزاء فتابع.
[13] ( 1) أي: التتبّع و التحقيق في لغة العرب.
[14] ( 2) فن النحو و الأدب.
[15] ( 3) اسم الجنس ما يطلق على القليل و الكثير كالإنسان و الحيوان و البقر و الغنم، يقال: هذه النجعة حيوان، و هذا القطيع من الغنم حيوان و الجمع ما أطلق على الثلاثة فصاعدة كالرجال، و اسم الجنس الجمعي، جمع لاسم الجنس فهو في الحقيقة جمع إلّا ان آحاده أجناس، فالكلم جمع للكلمة، و لكن المرادة هنا كلّ من الاسم و الفعل و الحرف، و كلّ واحد منها جنس و كلّي بخلاف الجمع المتعارف فإنّ أحاده أشخاص فإنّ مفردات الرجال مثلا كلّ رجل في الخارج لا كلّي الرجل و الكلم الطّيب في القرآن جمع و ليس باسم جنس جمعي لأنّ مفردتها الكلمات الشخصيّة.
البهجة المرضية على الفية ابن مالك، ص: 11
ثبت دیدگاه